الرجل الذي يمشي

with Aucun commentaire

Benameur Fetahفي تلك الرّحلة وفي حي الزرقاء كان الألم مزدوجا بين الهم الفلسطيني وبين الوضع الصّعب للعراق …………….. وكنا قضينا 12 ساعة في الرحلة لنتوجه إلى فندق اسمه الرّازي………….. ويبدو أنّ العالم العربي كلّه يقطن لدى الرّازي أقصد رازي تونس بولاية منوبة

Naceur Bencheikhالصورة بعد آن أدخلت عليها تحويرات في االتأطير و الحجم الرقمي لم تبق صورة تذكاربة تكون فرصة للبكاء الرومنسي على الواقع العربي بل أردتها إشارة الى ضرورة التحرك كل في اختصاصه و بإمكانياته لنقوم بواجب الرجل الذي يمشي … فالموجودون في مشفى الرازي هم المساندون للجمعيات المختلفة للفنانين التشكيليين التي يتمعش أصحابها من الوساطه الغير الشرعيه بين منخرطيها ووزارة الثقافة والتي تشير كل الدلائل على أنها تمثل نوعا خطيرا من الفيروس الذي يحكم على الإبداع في تونس بالعقم المتواصل و على الوزارة أن تؤهل نفسها لكي تتحمل مسؤوليتها في النهوض بالقطاع دون الخوف ممن يدعون أنهم الممثلون للقاعده الابداعيه فهم لا ييمثلون في أغلبهم حتى أنفسهم.

Benameur Fetahلو كانت وزارة الثقافة قادرة على تأطير الإبداع والدّفع به إلى أحسن لكان ممكنا أن نحجب الجمعيّات والنّقابات وجميع المؤسّسات الرّاعية كما نغلق المعاهد والمدارس ونجعل من الأمر وراثة أو شيئا مثيلا، إنّما عوّدتنا الوزارت المتعاقبة في الثقافة التّونسيّة على توظيف من لا يصلح قيّما على شؤون الفنون حتى غدت هي نفسها تتاجر بالمبدعين والإبداع………… وعليه يبدو أنّ وزارة الثقافة تنتدب منظوريها للفنون التّشكيليّة فعلا من الرّازي

Naceur Bencheikh

القضية لا تكمن في البحث عمن سيرعى الثقافة والمثفين والمبدعين منهم على وجه الخصوص. فالمبدع من يرعى نفسه بنفسه ويتحمل وزرها حفاظا على استقلاليته التي لولاها لا يكون مبدعا و يتحول الى عيل من عيال السلطان. يتحدث ابو حيان التوحيدي عن المبدعين من المتصوفه فينصح الواحد منهم بأن يكون رقيبا على نفسه لتكون نفسه رقيبا عليه لأنهما إن تراقبا استغنيا عن كل رقيب عليهما. والفارق بين المبدع و المواطن العادي هو أن المبدع لا يكون مبدعا إذا لم يكن أفق رؤياه حرية مسؤولة واعية بحدودها مثل العقل الذي يعقل ذاته حتى لا يصيبه الغرور و يدخل في الشرك الذي سيفقده إنسانيته و يحيله إلى صنم مثله مثل الذين يتجرؤون على التحديق في عين الشمس فيصابون بالعمى. فالمبدع هو من يقدر على فهم أن الفن يعيش من التعرف على الحدود الموضوعية التي يفرضها الواقع ليجعل منها مادة لإبداعه. لأن الحرية التي لا تكون تجاوزا ليست حريه و التجاوز ليس القفز على الواقع أو حذف ما سبق بل فتح الأفق على ما لم يكن مرئيا في الواقع نفسه. وقضية الحال لا تتمثل في خيار مصطنع بين من يرعى المبدعين : الدولة أي السلطان آم « التنظيمات » المهنية وهي ليست بالمنظمات لأنها لا تكتسي صبغة جمعياتية بالمفهوم الغربي المعاصر بل صبغة نقابية سرعان ما تتحول إلى مافيا تتحالف مع السلطان الجاهل بأهمية المبدعين الأحرار و لا يهمه الا تحويلهم إلى مزخرفين يقتاتون مما يغدق عليهم من فتات يتقاسمونه عن طريق مافياتهم المختلفه. و من المعروف أن النقابات المهنية إذا تخلت عن افاقها التحريرية المبدعة تتحول الى نقابات تستعبد منظوريها أو من ترعاهم بتحويلهم إلي شغالين مستلبين غايتهم التمعش من هبات السلطان أو من هبات أمراء المال و أمراء الحرب في بعض الحالات.وبعد هذا الخطاب الذي أردته صعب الفهم إلا على من يقوم بما يتطلبه الفهم ( أي فهم لأي واقع) من مجهود فكري يختلف عن الفكر السفسطائي الذي أنت بصدد ممارسته في خطابك. فآنت تضعني تعسفا في خانة من يدعون إلى الإعتماد على الوزارة لكي تقوم برعاية المبدعين وبما آنها غير قادرة على ذلك٬ (ولن تكون قادرة بطبيعة الأمر لآن ذلك ليس من شأنها فالإبداع لا يساس الا من طرف المبدعين الآحرار) تخير أن تتخلى الوزارة عن دورها المفترض لتسلم آمر رعاية المبدعين للشغالين المشكلنين للإبداع مع مواصلة تمويلهم من باب واجب رعاية الإبداع عن طريق رعاية المبدعين الكسالي والمكتفين بالإعادة السهله لما يبدعه الآخرون. أنا أدعو إلى التخلي عن سياسات التشجيع المجانية والتي تضر بالإبداع وتلحق الضرر بالأقلية المبدعة الغير المنظوية تحت رعاية التكتلات المهنية التي تعتبر المبدع شغالا كبقية الشغالين . فالجمع بين العمال بالفكر و الساعد في مجال تنظيمي اجتماعي مشترك يضر بالعمال بالساعد باعتبارهم آلات إنتاج ذات طبيعة بيولوجية ويضر بالعمال بالفكر باستلابهم بتغريبهم عن الواقع المادي الذي ينتمون إليه بالضرورة.

Benameur Fetah

الحمد لله أنّ الرّجل الّذي لاينام أخرجت من رحمها الرّجل الّذي يمشي وأعتقد يا سي النّاصر أنّ الفكرة وعلى طرافتها ليست من بنات إخراجك من التّاريخ ولا من الجغرافيا لأنّها لا تعني ما ذهبتم إليه من تأويل، فالّذي لا ينام هو دائم التّفكير وقد علمتمونا الكثير منه ولكم في ذلك فضل كبير علينا وعلى من سبقنا، كما أّنها استيحاء من سهركم الطّويل الّذي مارستموه سواء في سابق الأيام أو في حاضرها وقادمها وربي يعطيك طول العمر وموفور الصّحة. وأحيطكم علما بأنّ الهزل الّذي أشرتم إليه هو عين الجدّ فالمسألة كما ترون ليس فيها رغبة في إزاحة أحد ولكل موقعه ومشواره ولا أعتقد في نظرية يكرهونك هذه لأنّها خاطئة بالمرّة. ولست في حاجة إلى الدّفاع عن نفسي وانا متّهم بكم قبل غيركم. عدا أنّي لو قررّت الكتابة عنكم أو تأليف كتاب عنكم فلن أستشير أحدا ولن أستأدن أيا كان لا في المتن ولا في العنوان ساعتها أترك للقراء حكمهم. علمتنا يا سي الناصر حب القطاع والدّفاع عنه وعلمتنا حمل القضايا، لذلك لن أدافع عن الّذي علمتنا إيّاه. ,اعتقد وبشهادة الجهبذ رفيق الفضلاوي لم أقدر أن أكون شاعرا فلست مؤهلا بأن أكون مغنّيا لأغني في أذنكم.

Naceur Bencheikh

يا فاتح يوم تكف عن مقاطعتي في كل مرة دعوتك فيها للتفكير خارج القوالب السياسية السهلة بقولك : أعرف ما ستقول أي لا حاجة لي لسماعك قد تبدأ التدرب الشاق

التفكير المنتج للواقع متجاوزا فهم ما هو موجود والبحث عن طريقة اختزاله لبيعه كبحث علمي أو موضوع كتاب يباع في الأسواق أو يثمن لدى لجان الترقية الجامعية. عندما تتحدث عن » قطاع » الفنون التشكيلية فإنك تنظر لقضية الإبداع كأنك مسؤول سياسي ينظر للنشاط الثقافي كنشاط شبيه بالنشاط الإقتصادي أو الإجتماعي و بالتالي يمكن أن يكون مجالا لسياسة ثقافية ما يتحمل مسؤوليتها أهل القطاع و رجاله و نساؤه . متى ستفهمون أنتم رجال القطاع الغير المنتجين و المبدعين بالقوة وليس بالفعل أن الإنتاج الثقافي يتمثل في النشاط ذي الصبغة الترميزية التي تتصل بما يسمى بدائرة السياسي وهي بالتالي تختلف نوعيا عما يعرف عن المقاربات السياسية و الإقتصادية السوقية(نسبة للسوق). متى ستفهمون أن كل وصاية مهما كانت غايتها على إنتاج المبدعين الآحرار لا يمكن أن تكون الا عائقا معرفيا يحجب الرؤيا لأنه سيكون بطبيعته الواقعية الصرف مرتبطا بالرؤية. فاتركونا نعمل ما استطعنا عمله خدمة لقضية نبيلة وهي قضية الإبداع التي لا تآتمر إلا بالحاجة الداخلية و مارسوا تجارتكم دون مطالبة مساعدة المال العام لأنشطتكم التجارية الخاصة. وهي أنشطة لها صبفة التجارة الموازية وتختلف نوعيا عما يسمى بسوق الفن المتعارف عليها في البلدان الغربية.

Naceur ben cheikh à Irbid, Jordanie, en 1997 Photo Fateh Ben Ameur

Répondre