قافلــــــــــــــــــــــــــــة الخراب

with Aucun commentaire
Partagé avec Public

تنظيم قافلة شعبيّة لتجاوز الحدود التي فرضها الإستعمار الغربي على شعوب إفريقيا يرجع تاريخه لمبادرة الحسن الثاني ملك المغرب منذ واحد و خمسين سنة و أسميت بالمسيرة الخضراء. فتنظيم قافلة الصمود التي تتبناها مبادرةً الجزائر وتونس دون الإعلان عن ذلك ليست مسيرة شعبية خارقة للحدود لا يوجد لها مثيل في التاريخ الحديث.

والفكر المظاهراتي الذي يُسقَط على ما ينظم من مسيرات جماعية تكون خارقة للحدود لا يمكنه إلا أن يشرّع الهجرة الغير قانونية عن طريق قوارب الموت و المسالك الصحراوية الصعبة و يمتنع عن الإحتجاج علي رفض أوروپا لهذه الهجرة أوعلى دخول آلاف أفارقة جنوب الصحراء لبلدان شمالها مثلما هو الحال عندنا. فالقوافل البحرية التي تتجه نحو غزة تدخل في مياهها الإقليمية مباشرة من المياه العالمية دون أن تخترق أي حدود. لأن الغاية مما قامت به النائبة الأوروپية ريما حسن هي التأكيد على عدم شرعية إحتلال غزة بمياهها الإقليمية التي كان منع دخولها معروفا مسبقا .فالتحدّي لم يكن موجها إلا لإسرائيل و جعلها باإيقافها لزورق مادلين تخترق القانون الدولي مرّة أخرى. والذي طلبته إسرائيل من الموقوفين و على رأسهم الفلسطينية الفرنسية ريما حسن المختصة في القانون الدولي هو الإعتراف بصحة التهمة التي تعلل إيقافهم و هي إختراق حدود إسرائيل و هو ما وقع رفضه لأنه سيكون إعترافا بأن غزّه هي إسرائيل.

أما قافلة الصمود الشعبوية النخبوية و الممولة من مصادر غير معلنة فغايتها تأجيج التفكير الثوري التلقائي في عقول المستلبة عقولهم بالإيديولجيات العروبية الإسلاموية الثورجية التسطيحية( كما وصفها شكري بلعيد) الشعبوية التي قدمت لنا عشرية الخراب ملفوفة في ربيع عربي محبط لكل فكر ثوري رصين و ناجع..و غاية القافلة المعلنة هي فتح معبر رفح و كسر الحصار على غزه و فرض ذلك على مصرالتي يتمثل موقفها في عدم السماح للفلسطينيين من الهروب إلى مصر و تطبيق برنامج نتياهو في إخلاء غزّه من سكانها و ضمها نهائيا إلى إسرائيل. فالذي يحاصر غزّه ليست مصرالسيسي الذي يتهمه قادة الموصاد بأنه سرّب السلاح لحماس و على هذا الأساس احتلت شريط فلدلفيا و جرفت أرضه هدما للأنفاق التي كانت و ما زالت تربط غزّه بسيناء. و الظاهر أن الربيع العربي القطري قد فشل و أن هناك من مراكز القرار الموالبن للأمبريالية الغربية من ما زال يأمل في رسكلة الربيع العربي و بيعثه من جديد لمواصلة الفوضى الغير الخلاقة والمخرجة من التاريخ لجماهر شعوبنا التي ما زال جزء منها يعاني من الوعي ما قبل السياسي

Répondre