التحولات النوعيةالتي طرأت على الساحة شرق الأوسطية وضرورة تجاوز مقاربات التنديد و التخوين

with Aucun commentaire

الصدمة التي أحدثها طوفان السابع من أكتوبر 2023 مرتبطة سببيّا بصدمة ثانية تلتها بعد ما يفوق السنتين من حرب الإبادة على فلسطينيي غزّه وهي صدمة عودة دونالد ترمپ على رأس الولايات المتحدة الأميركيّة . والصدمة ليست من الصدام ولا علاقة لها بصدام الحضارت. فالمقصود هنا ما تسبّبه فاجعة كبرى أو حادث مستبعد الوقوع ويقع بالفعل. و مفعول الصدمة على نمط التفكير المؤدلج سياسيا مهما كانت إيديولوجية الضحيّة تعبّر عنه العاميّة التونسيّة ب « شي يوقّف المخ » بمعنى تعطيل ملكة التفكير فيلجأ المخ لإستعاب الحدث الحادث إلى تأويله من خلال الرجوع للسرديات المعهودة والمريحة من الصداع الذي تحدثه الصدمة. والصدمة تعزل المصدوم عن دائرة الفعل و تجعله لا يقدر إلا على ردٌ الفعل حيث تنتفي عنه المبادره اللامنتظرة و الصادمة للمتلقي. والمبادرة الصادمة التي تمثلت في طوفان الأقصى كانت كواقعة أو كحادث فاجع(ة) غير متوقّعة بشكلها البطولي الصادم الذي تخطّى كلّ التصوّرات المسبفة التي وضعتها لها الإستخبارات الإسرائيليّة و »فاجعتّ »الجيش الإسرائيلي وأدخلت الهلع في نفوس محمّييه من المحتلين لأرض فسلطين والمهجرين لشعبها والمواصلين لعمليّة إبادته منذ فاجعة النكبة الآولى إلى اليوم والصدمة بهذا المعنى إستعملتها الپروپڤندا الصهيونية لتشريع حرب الإبادة على الغزاويين وفلسطينييي الضفة.فالصدمة كما  » أشرت أعلاه ينتج عنها ردّ الفعل الغير المسؤول فتستعمل كعذر للفعل الإجرامي المعادي للإنسانيّة الذي يصدر عن « دولة إسرائيل وهي سردية الإعلام السائد (العمومي و الخاص) المعتمدة في الدفاع عن إسرائيل ناتن ياهو وهي سردىّة استعملها راشد . الغنوشي لإيجاد أعذار للإرهاب الداعشي بوصفه بالإسلام الغاضب أي المصدوم وفعله لا يحسب عليه. والصدمة يمكن أن يحيل معناها على المفاجأة الفكريّة التي تجعل القارئ لإنجاز السابع من أكتوبر لا يرى فيه إلا ما يرى وكونه إنجاز لفصائل المقاومة الإسلامية بشقيها حماس والجهاد. وهاته القراءة المسطحة التي يعتمدها جزء كبير من الحماسيين والجهاديين الغزاويين أنفسهم يعتمدها كذالك الإعلام الإسرائيلي و الغربي للخلط المتعمد بين إرهاب داعش و مقاومة غزّه والواقع هو أن السابع من أكتوبر بصفته المقاومتيّة الفاعلة و الناجعة تجاوز الأطر الإيديولوجيّة الضيّقة التي تعرّف من خلالها تنظيماتهم الإسلامويّة. فحماس السنوار ليست حماس هنيّه لأن موقع السنوار المقاوم يختلف عن موقع الإخواني هنيّه دون أن يقع الإعلان عن ذلك .ففعل المقاومة يحرّر فاعله من إستلاب الإيديولوجيه ويجعل المقاوم مؤمنامسلما مروحَنا بحق لذاته ومشروع شهيد. وشهيد تحرير الوطن ليس الإنتحاري الموعود بحور الجنّة أو مرتزق تنظيم إرهابي إسلاموي مجنّد ومموّل في خدمة لإستكبار الصهيوني العالمي .وعدم التمييز بين حماس هنيّه و حماس السنوار يشرّع الريبة التي تسكن مواقف دول الخليج ومصر إزاء تنظيم حماس وهو ما جعل المقاومة تتخلّى عن مطالبتها بالسلطة بعد تحرير غزّه . و كما استغلّ جورج بوش الإبن صدمة 11 سبتمبر 2001 لتشريع حربه المتجاوزة للشرعية الأممية على العراق بدعوى الدفاع عن النفس يستعمل ناتنياهو نفس التفكير السفسطائي للتغطية اللاّ أخلاقيّة على فعله الإجرامي في غزّه

أما صدمة عودة ترامپ فهي في جزء كبير منها من تداعيات السابع من أكتوبر. ومن هاته التداعيات ما ساعد على إفرازها الموقف الإستعلائي الغبي الذي ما زال يحجب عن ناتن ياهو الفارق النوعي بين فعل المقاومة والعمل الحربي وهذا العمى الذي يمنع ناتن ياهو من الوعي بهويّة فعل المقاومة قد يكون مردّه أعمق بكثير من شعوره بالإستعلاء المڤالوماني أو بضرورة دفاعه عن نفسه و اعتبار إجرامه المتواصل هروبا إلى الأمام و نكرانا مرضيا للواقع. فعدم الإعتراف بالصبغة المقاومتيّة لإنجاز السابع من أكتوبر من جهة و مساعدته للإرهاب الداعشي بسوريا و العراق من جهة أخرى لا يحيل على تناقض مفضوح تمليه الپراڤماتية السياسويّة بل إلى تاريخ تأسيس إسرائيل المتجذّر في الإرهاب الإرـڤوني والهاڤاني لمؤسّسي إسرائيل و أحزابها الدينية اليمينية وأحزابها ونقابتها اليسارية. هذا الإرهاب الذي سبق إعلان تأسيس الكيان الصهيوني (دون أن يستكمّل الشروط القانونية لتسمية دولة لها حدودها المعلنة ودستور) هذا الإرهاب غلفه الصهايته بتسميته حرب عصابات من أجل الإستقلال الذي يحتفل به في مثل هذا الشهر من كل سنه منذ 1948.و هذا العمى الغبي لناتن ياهو يفضح من حيث لا يقصد كذب سردية إسرائيل الضحية والمهددة دوما ويتسببّ في إنقلاب شبه كامل للرأي العام العالمي الشبابي إلى جانب قضية فلسطين التي كانت إسرائيل تعتقد اأنهااقتربت من دفنها نهائيا.. فصعود ترامپ للمرّة الثانية ليس غريبا عن إنهيار مصداقية الطبقة السياسية الحاكمة بحزبيها الديمقراطي والجمهوري الخاضعين للإبتزاز الصهيوني. وصعود ترامپ لا يمثل إنتصارا للجمهوري على الديمقراطي بقدر ما يؤشر عل سحب الناخب الأميركي ثقته من كل الأحزاب

وما يخفي صدمة عودة ترامپ و يجعلها مربكة فقط في نظرقراءاتها الإيديولوجية المختلفة دون صدم أصحابها عدم وعي الفكر المؤدلج بأن ترامپ منطقه السياسي لا تحدّه الإيديولوجيا وهو تمشي حواري مع الواقع المادي المتحول. ومن هنا لا يمكن إعتبار ترانپ الأول الذي تحالف مع ناتن ياهو مواصلة منطقية لترامپ الحالي. فالوقع العالمي الجديد الذي أحدثه السابع من أكتوبر الذي أجبر الصهيونية العالمية على تنحية قناعها الإنسانوي التي تتخفى وراءه لم يفت عن انتباه ترمپ الحالي.. وهو واقع عزلت فيه إسرائيل نفسها وصارت فيه مخالطة ناتن ياهو غير مرغوب فيها من طرف مطبعي اتفاقيات أبراهام ترامپ الأول. فاعتراف الرئيس الأمريكي الضمني بحماس و ايقاف حربه على الحوثيين و تجاهله لرئيس وزارء إسرائيل دون نقضه لمساندة أميركا لهاته الأخيرة جعله يعلن بأفعاله على اإستقلال بلاده مدّة حكمه عن هيمنة اللوبي الصهيوني. وهي خطوة قد تتبعها خطوات

J’aime

 

Commenter
Partager

Répondre