غَيْم على القِيَم « . لمحمد مومن »

with Aucun commentaire

 

يبدو واضحا أن سر مأساة الانسان يكمن في أنه « مُتَكبّرٌ » « مُتَعَالِي »، يتوهم أنه كائن « قَادِرٌ » « مُقْتَدِرٌ »- في ما هذه الصفات، في ما نعلم، من أسماء الله الحسنى التي انفرد بها دون سواه. فغالبا ما يُنْسِيهِ استعلاؤه حقيقته ك  » كَائِنٍ هَشٍّ » و « مَخْلُوقٍ ضَعِيفٍ » يفتقر إلى كل الكائنات ويحتاج إلى جميع الأشياء والمخلوقات. هناك « هَشَاشَةٌ » تُمَيِّزُ هذا « الحَيَوَانَ » الذي حرمته الطبيعة من كل الخصلات الهامة التي حَبَتْ بها كل ما دبّ وهبّ على الأرض. فخلافا للحيوانات الأخرى، لم تمتّعه، نعم، بمواهب تمكنه من الدّفاع عن حياته، ولم تمنحه مَلَكَات يذودُ بها عن وجوده في هذا العالم القاسي الشَّرِس، والذي يزداد شراسة وقساوة يوما بعد يوم. فلنتّفق على أن « ضُعْف » الإنسان يجعل من الإنسان ضُعْفا يمشي على الأرض. والضُعْف أو الضَّعْفُ خلاف القوّة . قال الأزْهَرِيُّ :  » هُمَا عِنْدَ أهْلِ البَّصْرَةِ سِيَّانِ يُسْتَعْمَلاَن مَعًا فِي ضُعْفِ البَدَنِ وضُعْفِ الرَّأْيِ ». وربما في هذا المعنى قُرْبٌ وقَرَابَةٌ من المعاني التي في قوله تعالى : ‘وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا’ (سورة النساء، ٢٨) « . ولا بأس إن نحن تناولنا العبارة حسب معالجة فلسفية كما فعلت المفكرة  » كُورِينْ بُولِيشُونْ  » في كتابها  » عَنَاصِرٌ مِنْ أَخْلاَقِيَّة الضُّعْفِ : البَشَرْ، الحَيَوَانُ، الطَّبِيعَةُ « . فالضعف البشري ليس ضعفا منعزلا عن بقية أصناف الضعف الموجودة على الأرض وربما في السماء. وفي التَّنْزيل :  » اللَّهُ الذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضُعْفٍ « . وَيُسْتَحْسَنُ أن نفهم هذا المفهوم القرآنيَّ في هذا السّياق بِهَدْيٍ ممّا أتانا في معاني  » الفَقْر  » الشّامل، فلا نسهى عن جوهر الانسان الذي هو أساسا حاجةٌ وَفَاقَةٌ، بُؤْسٌ وعُسْرٌ. ما كان يجدر بنا أن ننسى أنّ أصلنا الأصيل هو العَدَمُ والعَوَزُ، الإِفْلاَسُ والإِمْلاَقُ.

لِنَذَكَّرَ، إن نفعتِ الذِّكْرَى، أنّ بني آدم أتى هذه الدّنيا عاريا أعزلا، فاقدا لكل سلاح يَقِيهِ الشُّرورَ والآفاتِ. وقد عَوَّض الخالقُ مخلوقَه عن عَراه الطبيعيِّ وفَقْرِه الفِطريِّ بأن كَرَّمه وَوَهبَه مَا لَمْ يَهَبْه لِأَيٍّ من المخلوقات الأخرى فَحَباه بالعقل وأفاضَ عليه وأنْعمَ، ثم إنه جعله خليفتَة في الأرضِ وظِلَّهُ فيها. وقد « عَلَّمَ آدَمَ الأَسْماءَ كُلَّهَا » (« البَقَرَة »،٣١)، عَلَّمَه ما لم يعلم. وفي نفس السّياق، تساءل الروماني  » سِيسيِرُون  » في « رِسَالَةُ الوَاجِبَاتِ » لِأَيٍّ من المخلوقات الأخرى جُعِلَتِ الأرض والسماوات :  » لِمَنْ إِذَنْ يُمْكِنُ القَوْلُ إِنَّ العَالَمَ خُلِقَ؟ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ لِكُلِّ الكَائِنَاتِ الحَيَّةِ التِي تَسْتَعْمِلُ العَقْلَ […]. وَإِذَا كَانَتْ مَعْرِفَةُ الأَشْيَاءِ لاَ يَمْتَلِكُهَا إِلاَّ الإِنْسَانُ، فَلاَ بُدَّ مِنَ الاعْتِرَافِ بِأَنَّهَا خُلِقَتْ لَهُ « . هذا البَيَانُ – أي المعرفةُ البَيِّنَةُ – بَوّأُه مكانا عَلِيًّا فوق جميع العالمين. ورغم هذا الفضل العظيم، فقد أَفْسد في الأرض ما شاء له أن يُفسد حتى انتهى وأفسدها هي نفسها، وها هي الآن تتنفَّس آخرَ أنفاسَها.
إن كوكبنا هذا  » تحت القمرِيَّ « ، يحتضر. وحتى البقية الباقية من الحيوانات التي ما زالت تعمره تعيش « الإِبَادَة السَّادِسَة »، كما سمتها، أسوة بعلماء البيئة، « إِلِيزَابِيثْ كُلْبَارْ : فرغم أنه أَهْلَكَ ما أَهْلَكَ في ما مضى، ها هو يواصل إبادة الحياة من على هذي الدنيا والحال أن هو ذاته في النَّزْعِ الأخير من وجوده في هذي الأرض. إنه يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو في غفلة من فنائه. ورغم اكتشافه أن الإغراق اللامحدود في استعمال العقل اللا مشروط هو من وجوه الجنون، فإنه لا يتراجع ولا يُرَاجِع، بل يُصِرُّ في نفس المنهاج وعلى نفس المنوال، غير مبال المآل. ألم نتبين بفضل فكريات  » مَا بَعْدَ الحَدَاثَةِ  » أن الإفراط في العقلانية يؤدّي إلى التّفريط في الحياة؟ كيف السّبيل إلى فهم أن الغُلُوَ فيها طريقٌ مَلَكِيَّةٌ تنتهي إلى التّهلكة، ثَنِيَّةٌ من الثّنايا التي ستفضي بالإنسانية حتما إلى خسرانها وزوالها؟ تُرَى ما عسانا نقول حين نُفْنِي أنفسَنا بأنفسِنا جرّاء إسرافنا في استعمالنا العقل وما نسمّيه  » الذَكَاءَ البَشَرِيَّ  » ؟
كثيرون هم المفكرون وحتى علماء الطبيعة والأحياء، من الغرب والشرق، في الأزمنة القديمة أو الحديثة، وخاصة الحديثة، الذين حاولوا أنْ يفهموا أنّ الأنسان ليس أذكى ولا أفضلَ ولا أزكى ولا أقْدرَ ولا أطهرَ ولا أنْبلَ ولا أجْملَ خَلْقًا وخُلٌقًا من الحيوان. ولكن من يسمع ويعي فيتّعظ؟ من مازال ينكر أن سبب خسراننا الأكبر ابتعادنا ومعاداتنا للطبيعة منذ زمن طويل حيث لم نستلهمها، وإن استوحيناها فلكي نستغلها استغلالا فاحشا بلا رحمة ولا رأفة، واخضاعها بلا هوادة ولا هدنة. وهكذا فقدنا الطبيعة وضاعت منا. وبخسراننا الطبيعة خسرنا أنفسنا. وهناك الآن من اللذين مازالوا يشكّكون في أنّ الأرض كوكبٌ مضى أو أنه في أحسن الحالات في رَمَقِهِ الأخيرِ. هذا النُّكران عَمَهٌ وعَمَى، وهو شبيه بما عليه « أُودِيبْ »، أي أنه تراجيدي بامتياز لا يؤدّي سِوى إلى الهاوية والهلاك، إلى الخسران والفناء. والانسان، وخاصة منه ذلك الذي يطلق عليه اسم  » الإِنْسَان المُعَاصِر الحديث  » هو من الجنون خصوصا حينما يلبس العقلانية. ومهما كانت الحالات، غالبا ما يؤدّي العقل المعتوق انعتاقا يفوق المعقول إلى بعض من صور وأشكال الجُنُون، ولهذا كان الفناء أفقنا. كم كنّا نوَدُّ أن تكون هذه الرؤى السوداءَ الحالكةُ من خرافات ِالخيالِ العلميِّ! ولكنها، وا أسفاه، من العلم، بل إنها من عيون العلوم الصِّحاح التي لا تحتمل حقائقها الجدل. أجل، إنها مما ثَبَتَ من البحوث في جميع صُنوف العلوم التي ما فتئت تَكْتَشِفُها يوما بعد يوم مَخَابِرُ  » سِيلِيكُونْ فَالِي  » الأمريكية، في  » كَالِيفُورْنِيَا « ، وتُؤَكِّدُها التجارب في كل المجالات. إن قيمة الاكتشافات العلمية التي أثمرتها البحوث في المخابر والجامعات يتجاوز بكثير ما أنتجته معرفيا مِئَاتُ أو قُلْ آلاَف السّنين. نحن مشرفون على قطيعةٍ معرفيّةٍ ايبِسْتِيمُولُوجِيَّة جذرية ليس لها مثيلا. يستحيل أن نجد لها، وعلى مَرِّ العصور الماضية، شبيها. إننا واقفون على عتبات  » ثَوْرَةٍ عِلْمِيَّةٍ ثَالِثَةٍ  » تصاحب وتساند ما يسمونها  » الثَّوْرَةَ الصِّنَاعِيَّةَ الثَّالِثَةَ « . وما يجري في ميادين ال  » نْبِيكْ  » – (NBIC ) ، تلك المجالات المعرفية المتعاونة والمنفتحة على بعضها، لَمُدْهِشٌ حقا، فليس من السّهل تثمينه لأن معارفنا الحالية غير مُؤَهَّلَة لتقييمه. ولو عرفنا السّبب لقَلَّ العجبُ. فال  » نْبِيكْ  » عبارة تتكون من بدايات حَرْفِيَّةٍ لأسماء علوم متعاونة هي بالتوالي : ال » نَانُوتِكْنُولُوجِيَا  » ( تِكْنُولُوجِيَا متناهية في الصغر، أي بالنسبة لقياس الطّول مثلا، مَا تَحْتَ المِلْيَارْ مِلِّمِيتْرِي )، و » البِيُوتِكْنُولُوجيَا  » ( وهي تكنولوجيا علماء الأحياء ) و  » المَعْلُومَاتِيَّةِ « ، و » تِكْنُولوجِيا المَعْرِفَة  » ( أو الإدراك) .
وعلاوة على هذه البحور العلمية، لا يمكن أن ننسى ما تبدعه  » جَامِعَة التَّمَيُّزْ  » ( أو « جَامِعَة الفَارِقِ « ) و » طِبّ الإضَافَةِ  » أو  » التَّحْسين  » الذي هو في طور تعويض الطب التّقليدي أي  » طِبِّ العِلَاج  » أو قل كما يقال  » طِبّ التَّصْليحِ « . أضف إلى هذا كله علوم وتكنولوجيات « الإنْسَان الآلِي » والاصطناعي و  » المَعْلُومَاتِيَّة  » و » العَقْل الافْتِرَاضي »، و » عُلُومِ الأَعْصَابِ « ، وغيرها. لقد انفتحنا على اللانهائي واللامتناهي واستحال المستحيل، نعم، استحال، فتحول إلى مُمْكِنٍ، وانغلق باب ما نَعْرِفُهُ ونُعَرِّفُهُ بالعالَم المُنْتَهِي. تَبَيَّنَ لنا أن العالَمَ عَوَالَم وأن الكون أكوان. وهذا، كل هذا ليس له نهاية. يجوز أن تكون للعوالم حدود غير أنها لا تعرف نهاية.
والحَقُّ يُقَالُ، لا شيء له نهاية، ولا حتى الحياة. بل ها نحن في لحظة حضارية نبضها سماه أحدهم، لُورَان ألِكْسَنْدَرْ، بعهد  » مَوْتِ المَوْتِ « ، أي  » الاَّ مَوْت  » الذي لا يعني بالضرورة الخلود، إنما يشير إلى أن أفق الأبدية أو ربما الأزلية والسرمدية أصبح، وإن افتراضيا، وإن رمزيا، منفتحا. سَنُعَمّرُ في الأرض، وربما ستطول الحياة بنا عن قريب وسيستطاب المقام بنا في كوكب مارس الذي بدأ الإعداد للسَّكَن فيه. فالمعنى المراد به هنا هو مبدئيا الزمن الذي لا حدود له ولا قيود. فلنثق أن الإنسان سيشتاق عما قريب لذة مجاورة الموت وقربها، ومن يدري ربما سيذوق ملل طول العمر وسآمته. هَا قد بان لنا، بابتعاد الموت وشبحه، أن كل شيء ممكن. من لا يرى أن الموت قاهر الأحلام وقاتل الطموحات، هازم الآمال وقاصف الأعمال، هو العاصف بالأفعال، مُحْبِطُ العزائم، مُفْشِلُ المشاريع ومُسْكِتُ الأفواه؟ لهذا أعلن أصحاب الفكر لولا الموت لكان للإنسان كل ما أراد وشاء. وها أتى زمن يسمح فيه  » لِيوُنْ بَاتِيسْطَا ألْبَارْتِي  » لنفسه أن يقولها عاليا :  » لَوْ شَاءَ الإنْسَانُ أَنْ يَفْعَلَ كل ما يشاء لَفَعَل ». والمدهش أنه قال قولته ببساطة مذهلة، بلا حرارة، بتقريرية باردة، برودة ثلوج  » الكِليمَنْجَارُو « . بإيمان العجائز. كل ما يشاء! هلا وعينا؟ الحياة كما نشاء! والأَمَرُّ، أننا نحن لا نرى ما يُسَفّه ما يَرَى. وها أن « مَا بَعْدَ الأَنْسَنِيَّةِ  » تفتح أعين الإنسان على ما يشبه الأزل أي على حلم راوده منذ بدء الخليقة. شاء الأبدَ فكان له الأبد. بهذه البساطة، نعم. في العهد القديم لم يكن صوت يعلو على صوت الموت، وفي العهد الجديد الذي نحن بصدد استقباله سيصبح الموت أمنية، أمنية الأمنيات، أمنية كما يتمناها « جُورْجْ لْوِيسْ بُورْخِيسْ » :  » أَتَمَنَّى أَنْ أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مَوْتِي شَامِلاً. أَرْجُو أَنْ أَمُوتَ جَسَدًا وَرُوحًا  » ( » مُحَاضَرَاتٌ « ، ‘ الأَزَلِيَّةُ ‘). ما يرفض رؤيتَه حِلْفُ  » مَا بَعْدَ الأَنْسَنِيَّةِ  » هو أنه يمكن للموت أن تكون نعمة وأن جمال الحياة في  » قِصَرِهَا « . وهل نظرنا وتَفَكَّرْنَا في هذا القِصَرِ المزعوم؟ وبعد أن تمعن  » سِينَاكْ  » في الموت والحياة انتهى إلى القول :  » الحَيَاةُ التِي وُهِبتْ لَنَا لَيْسَتْ قَصِيِرَةً، وَلَكِنْ نَحْنُ مَنْ يُقَصِّرُونُهَا. إِنَّهَا لاَ تُعْوِزَنا وَلكِن نَحْنُ مَنْ يُضَيِّعُونَها « . ويزيد على هذا القول قولا آخر في المعنى نفسه:  » إِنَّ الحَيَاةَ لِمَنْ يُحْسِنُ اسْتِعْمَالَهَا طَوِيلَةٌ  » و  » مَا هِيَ بالقَصِيرَةِ إِلاَّ عَلَى مَنْ يُسِيءُ اسْتِعْمَالَهَا  » ( » فِي قِصَرِ الحَيَاةِ « ). مثل هذا الكلام غير مسموع من لدن حلفاء  » مَا بَعْدَ الأَنْسَنِيَّةِ « . وما لا يحسبون له حسابا أيضا أن دوام العمر في الأرض ليس حتما من النعم وأن العبرة ليست في طول البقاء، بل الأهم هو مستطاب المقام. وما كان الكم يوما خيرا من الكيف. هم يعدوننا مثل وعد  » مِيفِسْتُوفِيلاَسْ  » ل  » فَاوْسْتْ  » بالعمر الطويل المديد ويبشروننا بدوام الحياة وبشبابٍ دائم متجدّدٍ ولكن حتى وإن صَدَقُوا وَعْدَهُمْ فهل باستطاعتهم أن يضمنوا لنا جنَّة الخُلدِ في الأرض وسعادة النَّعيم في الحياة الدنيا ؟ هل لهم اِلِكْسِيرٌ يجعل منّا نفوسا مطمئنّة راضيةً مرضيّةً؟ هل يكفِلوا للمُّعَمِّرِ أن يكون ذلك السّعيدَ الأبديَّ؟ رؤية  » مَا بَعْدَ الأَنْسَنِيَّةِ  » لا تسأل مثل هذه الأسئلة الحائرة.
إنها رؤية لا ترى بالوضوح المنشود عالم المعمّرين في الأرض : حينما ينظرون إلى سماها لا يشاهدون لها سحبا ولا غماما ولا يبصرون إلا زرقتها وصفاها، لا تشوبها شائبة. هي رؤية من يرنو نحو آفاق وجودية أخرى تسيح في مجالات وميادين منطقها يتنكّر لمنطقنا ويَنْكُرُه بما أنه أصبح إليها من بقايا إنسانيات الماضي وآثارها التليدة، من أشباحها وأطيافها القديمة القادمة من العهود السحيقة البائدة . الغابرة. هي من أحلام اليقظة التي لا تصغي ولا تعي ما تقوله  » سِيمُونْ دِي بُفْواَرْ  » في  » مَوْتٌ لَطِيفٌ جِداًّ  » ( ١٩٦٤) بلهجة مأساوية لا ترحم :  » سَوَاءٌ تَخَيَّلْناَهَا سَمَاوِيَّةً أَوْ أَرْضِيَّةً، الأَبَدِيَّةُ، حِينَمَا نَكُونُ مُتَشَبِّثِينَ بِالحَيَاةِ، لاَ تُوَاسِينَا وَلاَ تُعَزِّينَا في المَوْتِ « . كل هذا كلام هو لغة تكاد تكون هِيرُوغْلِيفِية لا يتكلّمها أشْياعُ شِيعَة  » مَا بَعْدَ الأَنْسَنِيَّة « ؛ لا يتكلَّمونها ولا يفقهوها. (يتبع ).

Répondre