لا للتضحية بالإبداع على عتبات معابد الإيديولجيا

with Aucun commentaire

الموقف الفلكلوري الي عبر عليه جلال بريك في الفيديو الأخير متاعو  و الي تحدث فيه عن أحداث الحنشة و على صاحبو الي كان أول من استورد القلابس لتونس  ظهر مرة أخرى  خطر الخطاب  الثورجي الشعبوي على ثورتنا الي اذا ما نجحناشي في السنوات القادمة باش نستثمروها في التأسيس الجدي لحراك ابداعي مستديم نكونو فوتنا الفرصة التاريخية على أنفسنا و عوضنا دكتاتورية بن علي بالخلافة السادسة و الا  بوحدة من المشاريع الطوباوية الي كيف ما صرنا نعرفو هي الي مهدت  لتنظيم النهضة الارهابي باش يتسلل للحكم عيني عينك في النهار و القايلة.

أنا كنت عبرت في بداية الثورة عن مساندتي المبدئية لما يقوم به جلال بريك من هتك فرجوي للقدسية التي يضفيها  أتباع راشد الغنوشي على رسولهم الجديد. و كيف ما وضحت العديد من المرات المواقف السياسية ما يلزمهاش تكون نابعة عن مواقف نهائية تمنع صاحبها من مواكبة الأحداث ومن محاولة ترويمها ما استطاع لتصوراتو الشخصية او الحزبية الخاصة. و تصوراتي الشخصية تتمثل في اعتبار النشاط الإبداعي هو النشاط الوحيد الي يمكن اعتبارو من المقدسات الي تستمد قدسيتها من كونو الإسلام من بين الأديان السماوية الي انتجتها الحضارات الشرق أوسطية هو الدين الي خص بونا آدم بشرف استخلافه على الأرض وحباه بالعقل النوراني العارف بحدوده ومكنو من ملكة الإبداع الي من خلالها يسمو بنفسو إلى الدرجة العليا انطلاقا من تجذرو الأصيل في الحياة الدنيا. و كيف ما تراو الكلام الي نقول فيه صعيب و يتناقض شويه مع  في  استعمال العامية التونسية من نية « الاتصال المباشر » و الي  بالنسبة لاستعمالي الشخصي في هالمقام  ماهواش تماهي مع موقف الثورجيين الشعبويين ولكن تضامنا مع المبدعين إلي من غسالة النوادر و كلام الليل و سكاتشات قناة التونسية متع رمضان الي فات أكدو على أهمية تصالحنا مع لغتنا العربية التونسية إلي عن طريقها نربطو علاقتنا بواقعنا التونسي الخصوصي الفريد كيف ما أي  واقع آخر

الموقف من قضية سامي الفهري  و علاقتو ببلحسن الطرابلسي وتسلط هذا الأخيرعلى التلفزة التونسية  من خلال قبول هذه المؤسسة الوطنية الدخول في علاقة مناولة  تربطها بشركة  خاصة ما شكك أحد إلى حد الآن في  مهنية منتجيها لا يجب حسب رأيي أن نواصلو  من خلاله التعتيم على ضرورة اعتبار النشاط الإبداعي من المقدسات المشتركة

والإبداع الإنساني بهذا المفهوم  يعتبر صلاة يتمكن من خلالها البشر من السمو بأنفسهم إلى المرتبة العليا  و ذلك بتجذير أعمالهم و تصوراتهم بما يمكث  في الأرض  و ينأى بهم عن الزبد الذي يذهب جفاء. و قد يكون للزبد دور المؤشرالمرئي على ما خفي من عمل ابداعي كثيرا ما يتصل باللامرئي و باللاوعي. و يكون عندها دوره شبيها بدور الإيديولوجيات المختلفة في انتاج الواقع  و التي إذا لم يقع تجاوزها نقدا لا تسمح بالإبداع و تجعل المجتمع غير قادر إلا على إعادة إنتاج نفسه فيبقى دون ما تفرضه ضرورة التطور من تجديد و اكتشاف لمستقبله الذي يستحق

و اعتبار الإبداع من الأنشطة المرتبطة بتوثيق العلاقة بين العبد و خالقه يجعل من هذا النشاط المجال الأقرب للنشاط التحريري الذي يتسم به إسلام التحرير بالتنوير.فالإبداع لما له من أهمية وجودية قصوى يفرض على المبدعين من المثقفين أن يتجنبوا  ما أمكن العمل بمقولة صاحب صنعتك عدوك  وهذا لأن موقع النشاط الابداعي من الوجود مرتبط بموقع الحرية الي تكون جماعية أو لا تكون  و من الخطإ ان يصبح  الابداع و الحرية مجالا للتنافس بين قنوات تلفزية تصف نفسها بالحرة منكرة ضمنيا هذه  الصفة على غيرها و هو موقف مشابه  لموقف الأحزاب السياسية المتاجرة بالدين  و لا غرابة في أن يتضامن تجار الحرية مع تجار الدين في معاداتهم للمبدعين

و لو تصورنا افتراضا أن المال الذي ربحه بلحسن الطرابللسي من التلفزه الوطنية قد وقع استثماره من طرف المسامر المخززه التي تعمدت لسنين إبعاد المبدعين عن فضاءات الإنتاج التلفزي فإنه من المستبعد أن البعد البنفسجي  للقناة الوطنية  سيكون أقل مما هو عليه الآن بعد أن تكفلت الحكومة النهضوية  بإبدال لونها من بنفسجية التجمع المنحل إلى زرقة النهضة التي أعادت إنتاج نظام الطرابلسية في زمن ما بعد الثورة و هو من الرهانات التي لن يكون لها مستقبل لما تتسم به من تصورات سياسية لا تاريخية. فزمن بورقيبة و زمن بن علي قد ولى و انتهى وقدرنا اليوم هو أن نبدع مستفبلا لنا يكون على قدر طموحات شعبنا بكل شرائحه العمرية و الاجتماعية.

والدليل على ضرورة التفرقة المنهجية بين الموقف من بلحسن الطرابلسي و الموقف من سامي الفهري هو ما تعاني منه اليوم القنوات العمومية  بعد أن تخلصت من الطرابلسية القدامى من صعوبة في الخروج من الروتين الفكري النوفمبري و الذي يبتغى توظيفه لمواصلة تجهيل الشعب التونسي و تكريس الرداءة الثقافية في بلادنا   بينما  تمكن سامي الفهري من انتاج أعمال أضفت على المشهد الثقافي التلفزي طيلة شهر رمضان مسحة ثورية بحق  سمحت لنا من ان نجد الصبر الجميل على ما كان يقوم به سلفيو تنظيم النهضة الحاكم من ترويع للمسلمين

وقد يكون للحديث بقية.

Répondre