أزلام الغنوشي و تحويل وجهة الشرعية

with Un commentaire

عندما صرح الباجي قايد السبسي بأن الثورة التونسية التي انطلقت بدون
زعيم سياسي، لها اليوم قائدها الرمزي الشهيد شكري بلعيد، فهو لا يعني البتة أن الشهيد محمد البوعزيزي هو رمز الثورة على بن علي و الشهيد شكري بلعيد هو شهيد الثورة على الغنوشي.

وما جاء على لسان قائد منظمة النهضة فيما يعتبره ردا على تصريح السيد الباجي قايد السبسي، من تشبيه نفسه بزين العابدين بن علي الذي أطاحت ثورتنا المستمرة بحكمه الظالم ناكرا أن يكون استشهاد شكري بلعيد نقلة نوعية ستطيح بحكم المافيا الفاشية التي يقودها و التي ركبت الثورة بمساعدة قوى الاستكبار في العالم ، يمكن اعتباره تعبيرا عن صدمة الفطام من نشوة السلطة التي تمكنت منه منذ صعود تنظيمه الى سدة الحكم

و الخريجي بتأويله هذا لما جاء من قراءة حضارية مبدعة على لسان السيد الباجي قايد السبسي لاستشهاد شكري بلعيد، قد اقر بما يشكو منه من مرض دفين يجعله يظن أن الثورة التي أشعلها احتراق البوعزيزي و لم يكن لها هذا الأخير زعيما قد انتهت و أن نفس الثورة التي صار لها اليوم رمز سياسي في شخص الشهيد شكري بلعيد لن تطيح به مثلما أطاحت بشريكه بن علي.
والغريب في تأويله هذا هو اعتبار نفسه رئيسا للنظام الحالي متناسيا أن السيد حمادي الجبالي هو الرئيس الفعلي و الشرعي للسلطة التنقيذية و هو لا يعدو أن يكون رئيسا لأحد الآحزاب الثلاث الحاكمة منذ الانتخابات . فالذين ينادون بعدم الانقلاب على الشرعية غير واعين بأن ما يقومون به من  » انتفاض محموم » على رئيس الحكومة هو الانقلاب على الشرعية عينه.
فالتجمع الذي نظمه دعاة الإرهاب و الحرب الأهلية من جماعته بشارع بورقيبة يوم السبت ٩ فيفري ٢٠١٣ قصد منه الرد على الحضور المليوني للشعب التونسي في حفل توديع الشهيد و الذي لم يكن جنائزيا البتة إذ زف أثناءه شكري بالزغاريد الى الحياة الخالدة بعد أن قامت أرملته بفتح الطريق يوم وفاته لسيارة الإسعاف الحاملة لجثمانه الطاهر مترجلة متحدية قنابل الغاز متحلية بألوان الربيع مذكرة للعالم أجمع بأنها « أم نيروز » و أن ثورتنا ضد الطاغوت لا يمكن أن تكون الا محمولة بقيم المحبة و السلم و الديمقراطية و الحرية وهي الشرط التأسيسي للشعور بالكرامة الربانية التي أودعها الله في بني آدم.
و برد فعلها المتشنج أشهدت مافيا الغنوشي العالم كله على عجز أعضائها المطلق على السمو بأنفسهم إلى مقام الأنسنة و بالتالي إلى مقام المواطنة و الانتماء اللامشروط للوطن و للشعب الذي يتجذر فيه.
فحفل توديع الشهيد تجاوز بكثير معناه السياسي ليضيف الى ثورتنا بعدا قدسيا أكيد حولها الى شهادة حضورية يتمظهر الله أثناءها في أعين الرائين
وبعدم التفطن للجمال الرباني لجماهير شعبنا الملتحمة بجبل النور و هي ترافق الرفيق شكري إلى مثواه الدنيوي الأخير غداة التحاقه بالرفيق الأعلى أكد هؤلاء الجهلة أنهم ممن يصح فيهم قوله تعالى في سورة الأعراف :  » و لقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن و الإنس لهم قلوب لا يفقهون بها و لهم أعين لا يبصرون بها و لهم آذان لا يسمعون بها أولائك كالأنعام بل هم أظل أولائكم هم الغافلون » صدق الله العظيم

Une réponse

  1. los-pistoleros-de-tunez
    | Répondre

    يقال في خيالنا الشعبي : « المجراب تهمزه مرافقه » ! فالغنوشي بموقفه هذا – كما تفضلتم لا فض فوكم بالذكر – يقع بلا وعي في خطأ الجهر بتشبيه نفسه ببن علي (ولعله أشد خبثا من هذا الأخير) أولا و ببغض الثورة التونسية التي لم يكن لها زعيما ثانيا والاعتراف بسلطته الفعلية على البلاد دون أدنى وجه حق ثالثا !

Répondre à los-pistoleros-de-tunez Annuler la réponse